العولمة: بقلم الأديبة والكاتبة الصحفية نادية كيلانى



العولمة
:
ذهبت ندى إلى مكتبة المدرسة وفي جعبتها سؤال وجهته إلى المعلمة:
- ما معنى كلمة العولمة.؟
قالت المعلمة:
- العولمة كلمة جديدة دخلت حياتنا.. وتعني ببساطة تعميم النموذج الغربي والذي من أهم قواعده الديموقراطية.
قالت ندى:
- وهل الغرب هو الذي سيعلمنا الديموقراطية، وقد أرسى الإسلام مبدأ الشورى.؟
قال تعالى: {وأمرهم شورى بينهم}
وقال تعالى: {وشاورهم في الأمر}
 قالت المعلمة:
- العولمة قسمان، قسم اجتماعي، وقسم علمي.. القسم الأول نرفضه تماما لأن هدفه الرئيسي هو التشكيك في حضارتنا العريقة.. وفي أنفسنا وفي عقائدنا ويغربنا عن أفكارنا، وحتى عن طراز عمارتنا وأسلوب حياتنا في الطعام والشراب تحت شعار السرعة.
قالت ندى:
- تمام، نحن نرفض العولمة من هذا الجانب، حتى أن العالِم المسلم روجيه جارودي في كتابه "حوار الحضارات" سماه (الشر الأبيض) لأن الأسلوب الذي يتم به تطبيق العولمة غير متوازن، لأنه يحقق مصالح الدول الصناعية الكبرى على حساب الدول النامية.
قالت ندى:
- إن الدول المتقدمة لا تقدم للدول النامية التكنولوجيا بالدرجة الكافية، ولا حق المعرفة، ولا رأس المال لتحسين نظام الصناعة.
- هذا الكلام معناه خطير جدا.
- فعلا.. معناه أن نكون تابعين لهم ومقلدين فقط.
قالت المعلمة:
- ولكن ما هو البديل الصحيح.؟
قالت ندى:
- سمعت أبي يقول: البديل هو الإصلاح الإقتصادي عندنا، أي ننتج ونجود في انتاجنا، وهذا يخفف من سيطرة الدول الغربية على أسواق التجارة.
- مضبوط.. ولكن بعد الثورة الزراعية والثورة الصناعية، هناك ثورة المعلومات وعلم الوراثة، وهندسة الجينات.
- من هذه الناحية فقط نقبل ما يسمى بالعولمة.. فنحن لا نرفض تطورا يفيد البشرية، ولكن نرفض التغريب عن تراثنا.
قالت المعلمة:
- أنا سعيدة بك يا ندى لأنه أصبح لك رأيا فيما تسمعين.
- وهذا بفضل القراءة التي أعلمتني أن حضارة الغرب تقدمت بفضل ما حصلت عليه من حضارات مختلفة، أهمها الحضارة المصرية.
- بالطبع يا ندى فالاكتشافات الجغرافية، وتقدم العلوم وانتشارها، واكتشاف البوصلة، والبارود، والطباعة، كلها حضارات مصرية وعربية.
- ولا يزال علماؤنا هناك يساهمون في تطوير أمريكا.
- إذن فعلينا أن ندخل العالمية من خلال علمائنا.
الفردوس/ يناير2003