الفيمتو
:
استيقظت ندى مبكرة ودخلت مع أمها المطبخ
لتساعدها في تحضير وجبة الافطار فقالت لها الأم:
- ما الجديد اليوم يا ندى.؟
- أريد أن أشكرك يا أمي أنك أخذتيني إلى
المكتبة، لقد عرفت معلومات كثيرة، والمعلمة الآن تعتمد علىَّ في شرحها لصديقات المكتبة.
- ولكنك كنت لا تحبين القراءة، وكنت تقولين
الاجازة يعني نوم ولعب وتليفزيون، أما التعليم والفائدة ففي المدرسة فقط.
- نعم يا أمي كنت لا أفهم هذه الحقيقة
الجميلة وهى "القراءة كنز لا يفني"
- ماذا ستعرفين من كنوز اليوم.؟
- إن شاء الله سأقرأ عن الفيمتو ثانية.
- هذا المصطلح خاص بالوقت.؟
- نعم.. واخترعه عالم مصري.
- اسمه أحمد زويل.
- بالضبط يا أمي، الآن استودعك الله وعند
عودتي سأحكي لك ماذا عرفت عن الفيمتو.
- طبعا مثل كل يوم.. إلى اللقاء
- إذن هو الفيمتو ثانية" وهو الزمن
الذي اكتشفه العالم المصري د. أحمد زويل.
- ماذا تقولين.؟
سوسن:
- نحن نعرف أن الزمن ينقسم إلى ساعات ودقائق،
وثوان. ود. أحمد زويل اكتشف زمن غير الزمن الذي نعرفه. زمن أقل من الثانية.؟!
- طبعا.. فلو أمسكت لك الساعة لمدة ثانية
أليس هناك وقت يمر.؟
- طبعا ولكن وقت ضئيل جدا.
ندى:
- تصوري أن في هذا الوقت الضئيل جدا يحدث
أشياء وأشياء لم نكن نعرف عنها شيئا من قبل.
- أما بالوصول إلى وحدة قياس هذا الزمن
أمكن معرفة هذه الأشياء.
- وما هي هذه الأشياء.؟
- تصوري أن الدخول في هذا الزمن الجديد
لمدة قصيرة جدا تسمح لك بتصوير حركة الجزيء
قالت المعلمة:
- الجزيء الذي هو أصغر جزء في الخلية ويحمل
ذراتها له حركة. وهذا ما جعل د. زويل يعكف مدة 19 عاما على دراسته.. وفي داخله يقين
إيماني بوجود حياة في الجزيء باعتباره أصل الخلية الحية.
ندى:
- أنا أعرف أن جزيء الماء يحمل ذرة أكسجين
وذرتي هيدروجين.
- وهكذا أي جزيء ولكن لا أحد يعرف أنه
توجد حياة في الجزيء.
المعلمة:
- الجزيء يعيش في زمن سريع جدا بالنسبة
لزمن الإنسان الذي يتكون كما قلت من ساعات ودقائق، وثوان، فلابد من الدخول في هذا الزمن
الأسرع.
سوسن:
-
تمام.
- فلو علمنا أن ما تراه العين المجردة من
حركة تكون أقصى سرعة لها 1:100 من الثانية، فإن أي كائنات تعيش في زمن أسرع لا يمكن
رؤيتها بالعين المجردة.
-
تمام.
- ود. أحمد زويل توصل إلى أن الجزيء يعيش
في سرعته واحد على مليون من المليون من الثانية.
-
واحد على مليون من المليون من الثانية.!!
ندى:
- وهذا لا يكفي فلو دخل إلى هذا الزمن لاستطاع
رؤية الجزيء ثابتا لأن الزمن يساوي الحركة.. وحتى يمكن رؤيته متحركا فلابد أن نكون
في زمن أسرع من زمنه.
-
بالضبط.. يقول د. أحمد زويل:
"ووفقني الله الدخول في زمن مقداره واحد على مليون
من البليون من الثانية، واستطعت تصوير حركته".. فماذا رأى.؟
ندى:
- رأى أن الجزيء كائن حي يعيش ويتنفس ويتحرك.
- تمام.. ورأى حركة التزاوج في الجزيء.
سوسن:
- ياه زمن مقداره واحد على مليون من البليون
من الثانية.!!
- وهذا ما يسمى ال"فيمتو ثانية"
- سبحان الله كل يوم يثبت العلم مدى قدرة
الله.
- هذا عالم مصري، ولكن الامكانات التي
تساعده ليست موجودة عندنا.. يقول د. أحمد زويل:
- إن مصر تحتاج قاعدة علمية ولديها الطاقة
البشرية، ولذلك أهدى معمله للجامعة لإنشاء المركز القومي لعلوم الليزر مساهمة منه في
تقدم مصر.
سوسن:
وماذا سنتعلم أيضا من العلوم.
المعلمة:
- لدينا في المكتبة كتبا في العلوم ولكن
حان وقت الانصراف.
ندى:
- وقبل الانصراف نشكر الكتاب الذي أمدنا
بهذه المعلومات.. ونضعه مكانه.
ضحكت سوسن وقالت:
- القراءة فعلا كنز لا يفنى.
الفردوس/ إبريل
2003
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
نسعد بتعليقاتكم.. نادية كيلاني