مغامرات ندى [القصة
السابعة].
وقالت نملة
في العادة عندما يأتي
عادل مع والده لزيارة عمته ينفرد بندى ابنة عمته ويبتكران ألعابًا ويمضيان وقتًا
جميلاً مع بعضهما البعض. بينما والديهما يتجاذبان أطراف الأحاديث العائلية والسؤال
عن باقي الأخوة والأخوات.
زار عادل اليوم عمته،
وسأل عن ندى، ثم دخل غرفتها سعيدًا قائلاً:
- ماذا نلعب اليوم؟
قالت ندى:
- الألعاب كثيرة هيا
اختار لعبة منها.
قال عادل:
- نلعب أنا القائد وأنت الشاويش.
قالت ندى:
- اشرح لي هذه اللعبة
فأنا لا أعرفها.
شرح عادل اللعبة وقال
هيا نبدأ.
قالت ندى:
- أنا ألعب دور القائد،
وأنت تلعب دور الشاويش.
قال عادل:
- لا أنا القائد،
وأنت الشاويش.
قالت ندى:
-
ولكني أنا الأكبر، والقائد لابد أن يكون الكبير.
-
لا.. أنا الرجل والقائد لابد أن يكون الرجل.
قالت ندى:
-
من قال هذا؟ القائد ممكن يكون ذكرًا أو أنثى.
قال عادل:
- لابد أن يكون
الرجل.
قالت ندى:
-
لن ألعب معك إذا صممت على رأيك.
قال عادل:
-
أحسن.. وأنا لن ألعب معك.
وأخذ كل منهما جانبًا
من الحجرة غاضبًا كل مصمم على رأيه.
وبينما عادل غاضب
وناظر إلى الأرض رأى سربًا من النمل يسير بعضه خلف بعض في نظام وتؤدة.
فأخذ يراقبه ويتسلى بمتابعته،
ورأى كيف يحمل الفتفوتة ويعود بها مسافات طويلة ليدخله في جحره.
ورأى في كل مرة يسير
جميع النمل خلف واحد منها يتبع خطاه بالتمام إذا انحرف يمينًا أو يسارًا.. يميل باقي
السرب نفس الميل.
فقال في نفسه:
لابد أن الذي يسير في
المقدمة هو الأكثر ذكاء وحكمة حتى يجعل الكل يتبع خطواته.
كانت ندى تراقب عادلاً
من بعيد فلما وجدته مهتمًا بمتابعة النمل خطرت لها فكرة.. ذهبت حيث يجلس حزينًا
وقالت:
-
ماذا تفعل يا عادل؟
-
اتفرج على النمل..
- وماذا لفت نظرك فيه؟
-
قال رأيت نظامًا عجيبًا ودقة متناهية، وكلهم
يسيرون خلف قائد واحد.
قالت ندى:
-
أتعرف أن هذا القائد أنثى.
-
رفع عادل رأسه مندهشًا وقال:
-
هل
تعرفين في النمل الذكر من الأنثى.
-
لا.. ولكن الله أخبرنا.
-
بماذا أخبرنا.
قالت ندى:
-
كان سيدنا سليمان يعرف كل لغات المخلوقات، وفي يوم
كان يسير في الطريق هو وجنوده.. فالنملة القائد قالت لباقي النمل:
-
"ابتعدوا عن طريق سليمان وجنوده حتى لا
يدهسكم بقدميه هو وجنوده".
-
ومن أدراك أن القائد نملة أنثى وليس ذكرًا.
الآية الكريمة.. في سورة
النمل: جاء فيها قول الله تعالى: بسم الله الرحمن الرحيم
﴿حَتَّى إِذَا أَتَوْا عَلَى
وَادِي النَّمْلِ قَالَتْ نَمْلَةٌ يَا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا
مَسَاكِنَكُمْ لَا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لَا
يَشْعُرُونَ﴾ [النمل: 18].
- غير واضح أنها
أنثى.
إذن الآية التالية
تقول:
﴿ فَتَبَسَّمَ ضَاحِكًا مِنْ قَوْلِهَا
وَقَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ
وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَدْخِلْنِي
بِرَحْمَتِكَ فِي عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ﴾ [النمل: 19]
-
صمت عادل قليلاً ثم قال:
-
هيا نبدأ اللعبة.
قالت ندى:
-
العب أنت دور القائد، أنا لا أريد أن أغضبك لأنك في
بيتنا.
قال عادل:
-
بل أنت القائد.. لأنك الأكبر، وحللت لي لغز النمل.
-
لا بل أنتَ القائد.
-
أنتِ القائد..
ولايزال الجدال مستمرًا.
سلسلة مغامرات ندى يتم نشرها مجتمعة تباعاً
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
نسعد بتعليقاتكم.. نادية كيلاني