جولة مع عروس النيل 9
النيل مدون فى المعابد
- سحر النيل قدماء
المصريين حتى تصوروه يأتى من جهة مباركة مقدسة فلابد أنه يأتى من الجنة.. يقول
الشاعر:
النيل
العذب هو الكوثر*** والجنة شاطئه الأكبر
قالت عروس النيل:
- والآن هيا معى ياندى نتجول فى أروقة المعابد القديمة
ونرى ما نقش على الجدران والأحجار، وكذلك أوراق البردى لنتعرف على تأثير النيل على
المصرى القديم.
فرحت ندى وقالت:
- أعتقد أنها ستكون رحلة ممتعة.
- ومفيدة أكثر يا ندى.. أغمضى عينيك.
اغمضت ندى عينيها
لثوان حتى سمعت عروس النيل تقول لها:
- والآن افتحى عينيك واقرئى ما كتبوا على جدار المعبد.
«ليس مؤمنا ولا صالحا ولا مقربا من الإله من ألقى فى النيل شيئا
قذرا»
- ذلك لأن المصريين القدماء يعتقدون أن المحافظة على نظافة النهر
من أهم أسباب الحساب والنجاة من العقاب.
- وأنظرى كيف كان المصرى القديم يدافع عن نفسه:
«إننى لم أرتكب إثما ضد البشر، ولم أعنف الفقراء، ولم أفرض العمل
على رجل حر وأتركه لكى يختار العمل بنفسه، إننى لم أذنب، ولم أتمرد على الألهة،
ولم ألوث ماء النيل إننى برىء، إننى برىء، إننى برىء»
- واستمعى لهذه الأنشودة التى كان يتغنى بها أجدادنا.
«أيها النيل الإلهى، إنك إله السماء القوى، إن اسمك يشير إلى أنك
تعبر السماء من أقصاها إلى أدناها، إننى أتوسل إليك أن تهب لى قوة مماثلة»
- كان الأجداد
يقدسون النيل باسم الإله حابى، وقد قسم قدماء المصريين السنة إلى ثلاثة فصول:
الجمال: وهو الفيضان
وهو بداية السنة عندهم: سبتمبر، والنيل من الفيضان ملك وهو يوم الفرح الأكبر فى
مصر.
الخير: وهو البذر والنماء
العطاء: وهو الحصاد
والجنى، وكان طبيعيا أن يكون فصل الحياة، وكان المصريون القدماء يقولون:
«كيف نلوث من يعطينا الحياة، هذا الماء الذى نشربه ويجرى فى عروقنا
ويختلط بدمائنا، هذا الذى يحفظ الحياة لأجسادنا ومزارعنا وحيواناتنا»
ومن يعتدى على النيل فى
معتقدات المصريين القدماء كان يعتبر كافرا.
- زار هيرودوت المؤرخ الإغريقى مصر وقال جملته المشهورة.
"مصر هبة النيل"
- وهيرودوت أو
هيرودوتس (باليونانية، واللاتينية) كان مؤرخا إغريقيا عاش في القرن الخامس قبل
الميلاد، واشتهر بالأوصاف التي كتبها لأماكن عدّة زارها وأناس قابلهم في رحلاته..
ويمتاز اسلوبه بالتشويق لكنه يفتقر إلى الدقة.
- جعل المصريون
الإله أوزوريس ربا للنيل عرشه فوق الماء وقبره عند المنبع .
- شغل النيل إحساس ومدارك أدباء الشعب وشعرائه فى كل العصور، لقد
تصوره حبيبا شغل قلب عروسه، وممولا كريما يجىء بالذهب والفضة، وملكا راعيا يتفقد
أحوال رعيته.
- وسيظل النيل مصدرا للخير والحياة والبركة لأرض مصر.
- وماذا بعد أيتها
العروس الجميلة
- أتركك وأعود إلى النيل، فقد تعلمتِ الدرس ولن تعودى لذلك الفعل.
قالت ندى:
- لن أتركك تذهبين قبل أن تحكى لى قصة طريفة صادفتك وأنت تتجولين
فى النيل
- اسمعى قصة الأميرة التى تريد أن تزرع وردة.
****
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
نسعد بتعليقاتكم.. نادية كيلاني