النملة الكذابة
جلست ندى مع شقيقها
أحمد يستعرض كل منهما أهم ما قرأه خلال هذا الاسبوع.
قالت ندى:
- أنا قرأت قصة غريبة وعظيمة فى الوقت نفسه مضمونها أن النمل لا
يقبل النملة الكذابة ويعاقبها بالإعدام.
قال أحمد:
- فى أى كتاب قرأت هذه القصة.؟
- فى كتاب اسمه انظر حولك قال المؤلف إن هذه القصة رواها ابن القيم
رحمه الله بنفسه.
- لقد قرأت فى هذا الكتاب قصصا أخرى كلها تدل على عظمة الله سبحانه
وتعالى
- إذا احك لى قصة منه.
- إن شاء الله، ولكن بعد أن تحكى أنت هذه القصة المشوقة من عنوانها.
قالت ندى:
- معروف أن النملة تخرج من بيتها وتطلب قوتها، مهما بعدت بها
الطريق، فإذا ظفرت به حملته وساقته في طرق متعرجة ذات صعود وهبوط حتى تصل إلى
بيتها
وذات يوم خرجت نملة
من بيتها فصادفت شق جراده أى جناح جرادة فحاولت أن تحمله فلم تقدر، فذهبت وجاءت
معها بأعوان يحملنه معها، يقول ابن القيم:
فرفعت ذلك من الأرض،
يعنى أخذ جناح الجراده فطافت النملة فى
مكانه فلم تجده فانصرفوا وتركوها.
- ثم قال فوضعته فعادت تحاول حمله فلم تقدر فذهبت وجاءت بهم،
فرفعته من مكانه مرة أخرى، فطافت فلم تجده فانصرفوا.
قال ابن القيم فعلت
ذلك مرارا، فلما كان فى المرة الأخرى استدار النمل حلقة ووضعوها في وسطها، وقطعوها
عضوا عضوا.
قال أحمد:
- هذه القصة تدلنا على أن الله فطر النمل على رفض الكذب وعقوبة
الكذاب.
- نعم يا أحمد، فالكذب لا يستقيم مع فضائل الأخلاق.
أضاف أحمد:
- ومن صفات النملة أيضا وهى تخزن قوتها أن تأتى إلى الحبة فتقصمها
اثنين حتى لا تنبت، وإن نبتت مع قصمتها إلى فلقتين فلقتها بأربع.
قالت ندي:
- وأيضا إذا أصاب غذاءها التى تخزنه بلل وخافت عليه العفن والفساد
تخرجه في الشمس، وتنشره على أبواب بيوتها ثم تعيده إليها بعد أن يجف.
قال أحمد:
- ومن صفات النمل أيضا أنه لا تتغذى نملة على ما جمعه غيرها.
- سبحان الله هذه قدرة عظيمة لله فهو الذى علم النمل هذه القوانين
التي تنظم حياتها
تدخل الاب فى الحوار
وقال:
- اسمع كلامكما الجميل وأحب أن أشارك فيه.
قال أحمد وندى معا:
- تفضل يا أبي فلابد أنك ستضيف معلومات قيمة.
قال الاب:
- عكف علماء الحشرات مدة من الزمن يجرون بحوثا ودراسات حول النملة
تبين أن النمل أمة كأمة البشر لها قانونها الاقتصادى، والسياسى، والاجتماعى،
والعسكرى.
- ففى الاقتصادى كما قلنا من قبل حفظ المخزون بطريقة لا
تفسد.
- وفي النظام السياسى نجدهم يقسمون أنفسهم إلى ملوك ورؤساء وقادة.
- أما الاجتماعي فهم يعيشون في أسر وجماعات.
- والعسكرى حيث يكونون جيوشا وحمايات.. بل ثبت أن النمل يقوم
بحملات عسكرية على القرى المجاورة من النمل، ويأخذ منهم الأسرى ويضعهم في السجون
وصدق الله تعالى إذ
يقول:
«وما من دابة في الأرض ولا طائر يطير بجناحيه إلا أمم أمثالكم» (الأنعام)
قال أحمد:
- وبفضل أجهزة التسجيل فوق
السمعية التى تسجل الأصوات التى لا تسمعها الأذن تبين أن النمل ينطق ويتكلم،
ويناقش ويجادل بل ويعقد المؤتمرات لدراسة مشكلة ما.
وصدق الله تعالى إذ
يقول:
«حتى إذا أتوا على
وادى النمل قالت نملة»
قالت ندى
- ولكن بأى لغة تكلمت هذه النملة.؟
قال الأب
- للأسف مازالت هذه الشفرات غامضة، فلم يستطع العلم الحديث حتى الآن
أن يترجم هذه الشفرات إلى لغة يفهمها البشر حتى نعرف بأى لغة تكلمت، لكن الله
سبحانه وتعالى ترجمها في الآية الكريمة
«قالت نملة يأيها النمل ادخلوا مساكنكم لا يحطمنكم سليمان وجنوده
وهم لا يشعرون»
قال الجميع فى صوت
واحد.
- سبحان الله
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
نسعد بتعليقاتكم.. نادية كيلاني