رجب الاسراء والمعراج



رجب
الاسراء والمعراج

رجب الشهر السابع من السنة القمرية كلمة رجب جاءت من الرجوب بمعنى التعظيم وفيه حدثت معجزة "الاسراء والمعراج، وهجرة المسلمين إلى الحبشة.

- كانت بداية الاضطهادات في أواسط السنة الرابعة من النبوة، بدأت ضعيفة، ثم اشتدت وتفاقمت في أواسط السنة الخامسة.
- ففكر المسلمون فى حيلة تنجيهم من هذا العذاب الأليم.
- وفي هذه الساعة الضنكة نزلت سورة الكهف، وفيها ثلاث قصص بليغة للمؤمنين
- قصة أصحاب الكهف وترشد إلى الهجرة من مراكز الكفر مخافة الفتنة.
- قصة الخضر وموسى وتفيد أن الظروف لا تجرى حسب الظاهر.
- قصة ذى القرنين وتفيد أن الأرض لله يورثها من يشاء من عباده.

- ثم نزلت سورة الزمر وتشير إلى الهجرة «أرض الله واسعة وإنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب»
- وكان (صلى الله عليه وسلم) قد علم أن أصحمة النجاشى ملك الحبشة ملك عادل، لا يظلم عنده أحد.
- فأمر المسلمين أن يهاجروا إلى الحبشة فرارا بدينهم من الفتن.
قال الأب:
- مقدمة لابد منها لكي نقف على سبب الهجرة للهروب بالدين.. بارك الله فيك.

قالت ندى:
- وفى رجب سنة خمس من النبوة هاجر أول فوج من الصحابة إلى الحبشة
وكان مكونا من اثني عشر رجلا وأربع نسوة.
- وكان رئيسهم عثمان بن عفان ومعه السيدة رقية بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم)
  
- قال النبي إنهما أول بيت هاجر في سبيل الله بعد إبراهيم ولوط عليهما السلام.
- وكان رحيل هؤلاء تسللا في ظلمة الليل وهيأ لهم الله سفينتين تجاريتين أبحرتا بهم إلى الحبشة، وأقام المسلمون في أحسن جوار.

قال الأب:
- وفى رمضان من السنة نفسها خرج النبى (صلى الله عليه وسلم) إلى الحرك وقرأ سورة النجم بغتة، وكان هؤلاء الكفار لم يسمعوا كلام الله قبل ذلك، وكانوا يقولون «لا تسمعوا لهذا القرآن والغوا فيه لعلكم تغلبون»
- فلما باغتهم بتلاوة هذه السورة أصغوا لهذا الكلام الرائع حتى قال (صلى الله عليه وسلم)  «فاسجدوا لله واعبدوا» سجدوا جميعا.
- بلغ هذا الخبر إلى مهاجري الحبشة، فظنوا أن قريشا أسلمت، ولم يدروا أنهم عادوا وعاندوا.

قال أحمد:
- فرجعوا، وهم فى الطريق عرفوا الحقيقة فرجع منهم من رجع، والذي دخل مكة فإما مستخفيا أو في جوار رجل من قريش، ولكنهم فوجئوا بأن الاضطهاد الواقع على الإسلام أشد وأحد.
- فأمرهم (صلى الله عليه وسلم) بالهجرة إلى الحبشة مرة أخرى.
قالت ندى:
- كان عددهم هذه المرة ثمانين رجلاً غير الأطفال والنساء، ويقال أن الهجرة قد تمت بين 610 ـ 629 م.

- عندما علمت قريش بذلك انزعجت، فأرسلت إلى النجاشي عمرو بن العاص، وهو "داهية العرب"، وعبد الله بن أبي ربيعة بالهدايا حتى يسلمهما المسلمين، فرفض النجاشي ذلك إلا بعد أن يسمع الطرف الآخر.

- فدعاهم النجاشي، فلما حضروا، صاح جعفر بن أبي طالب بالباب "يستأذن عليك حزب الله"، فقال النجاشي: مروا هذا الصائح فليعد كلامه. ففعل. قال نعم. فليدخلوا بإذن الله وذمته. فدخلوا ولم يسجدوا له. فقال ما منعكم أن تسجدوا لي؟ قالوا: إنما نسجد لله الذي خلقك وملكك، وإنما كانت تلك التحية لنا ونحن نعبد الأوثان. فبعث الله فينا نبيا صادقا. وأمرنا بالتحية التي رضيها الله. وهي "السلام" تحية أهل الجنة. فعرف النجاشي أن ذلك حق. وأنه في التوراة والإنجيل.

فقال: أيكم الهاتف يستأذن؟ فقال جعفر: أنا. قال: فتكلم. قال: إنك ملك لا يصلح عندك كثرة الكلام ولا الظلم. وأنا أحب أن أجيب عن أصحابي. فأمر هذين الرجلين فليتكلم أحدهما، فتسمع محاورتنا.

فقال عمرو لجعفر: تكلم. فقال جعفر للنجاشي: سله أعبيد نحن أم أحرار؟ فإن كنا عبيدا أبقنا من أربابنا فإرددنا إليهم. فقال عمرو: بل أحرار كرام. فقال: هل أهرقنا دما بغير حق فيقتص منا؟ قال عمرو: ولا قطرة. فقال: هل أخذنا أموال الناس بغير حق فعلينا قضاؤها؟ فقال عمرو: ولا قيراط. فقال النجاشي: فما تطلبون منه؟ قال: كنا نحن وهم على أمر واحد على دين آبائنا. فتركوا ذلك واتبعوا غيره. فقال النجاشي: ما هذا الذي كنتم عليه. وما الذي اتبعتموه؟ قل وإصدقني.

فقال جعفر: أما الذي كنا عليه فتركناه وهو دين الشيطان، كنا نكفر بالله ونعبد الحجارة. وأما الذي تحولنا إليه فدين الله الإسلام جاءنا به من الله رسول وكتاب مثل كتاب ابن مريم موافقا له. فقال: تكلمت بأمر عظيم فعلى رسلك.

ثم أمر بضرب الناقوس. فاجتمع إليه كل قسيس وراهب. فقال لهم: أنشدكم الله الذي أنزل الإنجيل على عيسى، هل تجدون بين: عيسى وبين يوم القيامة نبيا؟ قالوا : اللهم نعم. قد بشرنا به عيسى، وقال من آمن به فقد آمن بي، ومن كفر به فقد كفر بي. فقال النجاشي لجعفر : ماذا يقول لكم هذا الرجل؟ وما يأمركم به؟ وما ينهاكم عنه؟.

فقال: يقرأ علينا كتاب الله ويأمرنا بالمعروف وينهانا عن المنكر ويأمرنا بحسن الجوار وصلة الرحم وبر اليتيم، ويأمرنا بأن نعبد الله وحده لا شريك له.

فقال: اقرأ مما يقرأ عليكم. فقرأ سورتي العنكبوت والروم. ففاضت عينا النجاشي من الدمع. وقال: زدنا من هذا الحديث الطيب. فقرأ عليهم سورة الكهف.

فأراد عمرو أن يغضب النجاشي. فقال إنهم يشتمون عيسى وأمه. فقال: ما تقولون في عيسى وأمه؟ فقرأ عليهم سورة مريم. فلما أتى على ذكر عيسى وأمه رفع النجاشي بقشة من سواكه قدر ما يقذي العين. فقال: والله ما زاد المسيح على ما تقولون نقيرا.
 قال الأب:
- توفي النجاشي في العام التاسع للهجرة وقال الرسول محمد لأصحابه: "اخرجوا فصلوا على أخٍ لكم مات بغيْر أرضكم"، فخرج بهم إلى الصحراء وصفهم صفوفًا ثم صلى عليه صلاة الغائب، وكان ذلك في شهر رجب.

الإسراء والمعراج

الإسراء: الرحلة التي قام بها النبي محمد (صلى الله عليه وسلم) في شهر رحب ما بين السنة الحادية عشر إلى السنة الثانية عشر على البراق مع جبريل ليلا من بلده مكة إلى بيت المقدس في فلسطين.

- قال ابن إسحاق ‏‏:‏‏ قال الحسن‏‏:‏‏ قال رسول الله:‏‏ بينا أنا نائم في الحجر، إذ جاءني جبريل، فهمزني بقدمه، فجلست فلم أر شيئا، فعدت إلى مضجعي، فجاءني الثانية فهمزني بقدمه، فجلست ولم أر شيئا، فعدت إلى مضجعي، فجاءني الثالثة فهمزني بقدمه، فجلست، فأخذ بعضدي، فقمت معه، فخرج بي إلى باب المسجد، فإذا دابة أبيض، بين البغل والحمار، في فخذيه جناحان يحفز بهما رجليه، يضع يده في منتهى طرفه، فحملني عليه، ثم خرج معي لا يفوتني ولا أفوته ‏‏.‏‏

- فمضى رسول الله، ومضى جبريل معه، حتى انتهى به إلى بيت المقدس، فوجد فيه إبراهيم وموسى وعيسى في نفر من الأنبياء، فأمَّهم رسول الله فصلى بهم، ثم أُتي بإناءين، في أحدهما خمر، وفي الآخر لبن. قال ‏‏:‏‏ فأخذ رسول الله إناء اللبن، فشرب منه، وترك إناء الخمر ‏‏.‏‏ قال ‏‏:‏‏ فقال له جبريل :‏‏ هديت للفطرة، وهديت أمتك.

قال أحمد:
‏‏ فلما خرج رسول الله إلى الناس أخبرهم، فعجبوا وقالوا:‏‏ ما آية ذلك.؟‏‏ فإنا لم نسمع بمثل هذا قط؛ قال‏‏:‏‏ آية ذلك أني مررت بعير بني فلان بوادي كذا وكذا، فأنفرهم حس الدابة، فندَّ لهم بعير، فدللتهم عليه، وأنا موجَّه إلى الشام.‏‏

ثم أقبلت حتى إذا كنت بضجنان مررت بعير بني فلان، فوجدت القوم نياما، ولهم إناء فيه ماء قد غطوا عليه بشيء، فكشفت غطاءه وشربت ما فيه، ثم غطيت عليه كما كان؛
وآية ذلك أن عيرهم الآن يصوب من البيضاء، ثنية التنعيم، يقدمها جمل أورق، عليه غرارتان، إحداهما سوداء، والآخرى برقاء‏‏.‏‏
قالت ‏‏:‏‏ فابتدر القوم الثنية فلم يلقهم أولُ من الجمل كما وصف لهم، وسألوهم عن الإناء، فأخبروهم أنهم وضعوه مملوءا ماء ثم غطوه، وأنهم هبوا فوجدوه مغطى كما غطوه، ولم يجدوا فيه ماء ‏‏.‏‏ وسألوا الآخرين وهم بمكة، فقالوا ‏‏:‏‏ صدق والله، لقد أُنْفرنا في الوادي الذي ذكر، وندّ لنا بعير، فسمعنا صوت رجل يدعونا إليه، حتى أخذناه ‏‏.‏‏

قالت ندى:
- ارتد كثير ممن كان أسلم، وذهب الناس إلى أبي بكر، فقالوا له‏‏:‏‏ هل لك يا أبا بكر في صاحبك، يزعم أنه قد جاء هذه الليلة بيت المقدس وصلى فيه ورجع إلى مكة.‏‏ فقال لهم‏ أبو بكر‏‏:‏‏ والله لئن كان قاله لقد صدق، فما يُعجبكم من ذلك ‏‏!‏‏ فوالله إنه ليخبرني أن الخبر ليأتيه من الله من السماء إلى الأرض في ساعة من ليل أو نهار فأصدّقه، فهذا أبعد مما تعجبون منه،

- جاء أبو بكر إلى رسول الله، فقال:‏‏ يا نبي الله، أحدثت هؤلاء أنك جئت بيت المقدس هذه الليلة ‏.؟‏‏
قال‏‏:‏‏ نعم؛ قال ‏:‏‏ فصفه لي، فإني قد جئته - قال الحسن ‏‏:‏‏ فقال رسول الله‏‏:‏‏ فرُفع لي حتى نظرت إليه - فجعل رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يصفه لأبي بكر، ويقول أبو بكر:‏‏ صدقت، أشهد أنك رسول الله، كلما وصف له منه شيئا، حتى إذا انتهى.
 قال رسول الله لأبي بكر:‏‏ وأنت يا أبا بكر الصديق ؛ فيومئذ سماه الصديق ‏‏.‏‏ قال الحسن ‏‏:‏‏ وأنزل الله فيمن ارتد عن إسلامه لذلك:‏‏
 ‏‏(‏‏وَمَا جَعَلْنَا الرُّؤْيَا الَّتِي أَرَيْنَاكَ إِلَّا فِتْنَةً لِلنَّاسِ وَالشَّجَرَةَ الْمَلْعُونَةَ فِي الْقُرْآنِ وَنُخَوِّفُهُمْ فَمَا يَزِيدُهُمْ إِلَّا طُغْيَانًا كَبِيرًا(60) ‏‏‏ ‏‏.‏‏

ويؤكد علماء المسلمين أن هذه الرحلة تمت بالروح والجسد معاً وإلا لما حصل لها الإنكار المبالغ فيه من قبيلة قريش، وأن هذه الرحلة تجاوزت حدود الزمان والمكان.


المعراج:
عن أبي سعيد الخدري أنه قال‏‏:‏‏ سمعت رسول الله يقول‏‏:‏‏
لما فرغت مما كان في بيت المقدس، أُتي بالمعراج، ولم أر شيئا قط أحسن منه، وهو الذي يمد إليه ميتكم عينيه إذا حُضر، فأصعدني صاحبي فيه، حتى انتهى بي إلى باب من أبواب السماء، يقال له‏‏:‏‏ باب الحفظة، عليه ملك من الملائكة، يقال له‏‏:‏‏ إسماعيل، تحت يديه اثنا عشر ألف ملك، تحت يدي كل ملك منهم اثنا عشر ألف ملك.
- قال ‏‏:‏‏ يقول رسول الله حين حدث بهذا الحديث‏‏:‏‏ وما يعلم جنود ربك إلا هو - فلما دُخل بي، قال‏‏:‏‏ من هذا يا جبريل ‏.؟‏‏ قال ‏‏:‏‏ هذا محمد ‏‏.‏‏ قال ‏‏:‏‏ أوقد بعث.؟‏‏ قال ‏‏:‏‏ نعم ‏‏.‏‏ قال ‏‏:‏‏ فدعا لي بخير.

قال الأب:
قال ابن إسحاق ‏‏:‏‏ وحدثني بعض أهل العلم عمن حدثه عن رسول الله، أنه قال ‏‏:‏‏ تلقتني الملائكة حين دخلت السماء الدنيا، فلم يلقني ملك إلا ضاحكا مستبشرا، يقول ‏خيرا ويدعو به، حتى لقيني ملك من الملائكة، فقال مثل ما قالوا، ودعا بمثل ما دعوا به، إلا أنه لم يضحك، ولم أر منه من البشر مثل ما رأيت من غيره،
- فقال لي جبريل ‏‏:‏‏ هذا مالك صاحب النار ‏‏.‏‏

- إن رسول الله قال‏‏:‏‏ لما دخلت السماء الدنيا، رأيت بها رجلا جالسا تُعرض عليه أرواح بني آدم، فيقول:‏‏ روح طيبة خرجت من جسد طيب؛ أو يقول: أف، روح ‏خبيثة خرجت من جسد خبيث ‏.‏ قلت ‏‏:‏‏ من هذا جبريل.؟‏‏ قال ‏‏:‏‏ هذا أبوك آدم، تعرض عليه أرواح ذريته.

قالت ندى:
في السماء الثانية، ابنا الخالة ‏‏:‏‏ عيسى بن مريم، ويحيى بن زكريا، قال:‏‏ ثم أصعدني إلى السماء الثالثة، فإذا فيها رجل صورته كصورة القمر ليلة البدر؛‏‏ قال ‏‏:‏‏ هذا أخوك يوسف ابن يعقوب‏‏.‏‏
 ‏‏ ثم أصعدني إلى السماء الرابعة، فيها إدريس‏‏:‏‏ يقول رسول الله ‏‏:‏‏ ورفعناه مكانا عاليا.
- قال‏‏:‏‏ ثم أصعدني إلى السماء الخامسة فإذا فيها كهل أبيض الرأس واللحية، عظيم العثنون، لم أر كهلا أجمل منه؛ قال هذا المحبَّب في قومه هارون بن عمران،
ثم أصعدني إلى السماء السادسة، فإذا فيها رجل آدم طويل أقنى، كأنه من رجال شنوءة ؛ فقلت له ‏‏:‏‏ من هذا يا جبريل ‏‏؟‏‏ قال ‏‏:‏‏ هذا أخوك موسى بن عمران.
 ثم أصعدني إلى السماء السابعة، فإذا فيها كهل جالس على كرسي إلى باب البيت المعمور، يدخله كل يوم سبعون ألف ملك، لا يرجعون فيه إلى يوم القيامة.‏‏ لم أر رجلا أشبه بصاحبكم، ولا صاحبكم أشبه به منه؛ قال ‏‏:‏‏ هذا أبوك إبراهيم ‏‏.‏‏
ثم دخل بي الجنة، فرأيت فيها جارية لعساء، فسألتها‏‏:‏‏ لمن أنت.‏‏؟‏‏ وقد أعجبتني حين رأيتها؛ فقالت ‏‏:‏‏ لزيد بن حارثة، فبشَّر بها رسول الله زيد بن حارثة ‏‏.‏‏
- هذا يكفي فلو تتبعنا ما انتهينا.
قال أحمد
- من أين أجد الوقت لكل هذه الكتابة.؟!

****

شعبان تحويل القبلة



شعبان
تحويل القبلة

جرت ندى إلى والدتها تقول لها:
- أنظرى يا أمى ماذا سجلت عن شهر شعبان.!

قالت الأم 
- شهر شعبان من الشهور التي كان يكثر فيها النبي (صلى الله عليه وسلم)  من الصيام.
- أجل يا أمى وكان (صلى الله عليه وسلم) يقول:
"شعبان ترفع فيه الأعمال وأحب أن يرفع عملى وأنا صائم" 
- وقال (صلى الله عليه وسلم) شهر شعبان يغفل عنه الناس بين رجب ورمضان.

قالت الأم
- خصوصا ليلة النصف من شعبان فهي ليلة مباركة قال (صلى الله عليه وسلم) يطلع الله إلى خلقه ليلة النصف من شعبان فيغفر لعباده إلا اثنين مشاحن، وقاتل نفس.
- نعم يا أمي ولكن هل تعرفين أهم حدث وقع فى شعبان.؟!
- قولى أنت. 
- أهم حدث هو وقوف الإمام خلف المصلين. 
ضحكت الأم وقالت:
- أجمل ما فيك اتباعك لاسلوب التشويق.. طبعا تقصدين تحويل القبلة.
- تمام يا أمي.. إنه حدث جلل في تاريخ الاسلام.
- كان النبى  (صلى الله عليه وسلم)  يصلى بالناس جهة بيت المقدس..

وهنا دخل الأب وقد استمع إلى الحوار فقال:
- وكانت نفسه  (صلى الله عليه وسلم) تهفو إلى استقبال الكعبة.. ولكنه لم يذكر ذلك بلسانه تأدبا مع الله سبحانه وتعالى:
- وبينما كان النبي(صلى الله عليه وسلم) فى صلاة الظهر فى مسجد  مسلمة  وقد صلى ركعتين متجها إلى بيت المقدس، ووقف للثالثة نزلت الأيات تقول: 
«قد نرى تقلب وجهك فى السماء فلنولينك قبلة ترضاها، فول وجهك شطر المسجد الحرام وحيث ما كنتم فولوا وجوهكم شطره»  (البقرة:)      

قالت ندى:
- ما شاء الله .. كلكم مذاكرين أكثر مني.
قال الأب :
- لا نبخس حقك يا ندى.. تفضلي أكملي:
- وما كان من النبى إلا أن أطاع في الحال فاستدار في الصلاة فصار وجهه إلى وجوه المصلين، ففطنوا لما حدث واستداروا بدورهم، فصار الإمام فى آخر الصفوف.
- وصلى المسلمون الركعتين الأخيرتين فى اتجاه الكعبة.
- وسمى هذا المسجد "مسجد القبلتين"

قالت الام :
- ولكن ما الحكمة من جعل التوجه أول الأمر إلى بيت المقدس.
- لقد عبر القرآن الكريم عن هذا الموقف بقوله: 
«وما جعلنا القبلة التى كنت عليها إلا لنعلم من يتبع الرسول ممن ينقلب على عقبيه، وإن كانت لكبيرة إلا على الذين هدى الله»   (البقرة )      
- وثمة أسباب أخرى وهي أن العرب في جاهليتهم يعظمون البيت الحرام ويعدونه مصدر فخرهم، فأراد الله تخليص القلوب من التعلق بغير الله.

قال أحمد:
- وشىء أخر لا يقل أهمية وهو تعظيم بيت المقدس وبيان أهميته بالنسبة للمسلمين فلا ينبغى لهم التخلى عنه فهو أولى قبلتهم.

قالت الام:  
- ولكن هل قبل الناس هذا الأمر بسهولة.؟
- بالطبع لا.. فعندما كان النبي يصلى إلى بيت المقدس كان اليهود والنصارى يقولون: خلفنا محمدا  وتبع قبلتنا   
- ولما تحول عن قبلتهم  أخذوا يقولون ما صرفكم عن قبلة موسى ويعقوب؟
فنزل قوله تعالى: 
«سيقول السفهاء من الناس ما ولاهم عن قبلتهم التى كانوا عليها قل لله المشرق والمغرب يهدى من يشاء إلى صرلط مستقيم»   (البقرة)       
- وكانوا يقولون يا محمد ارجع إلى قبلتك التى كنت عليها فنتبعك ونصدقك.
فنزل قوله تعالى: 
«ولئن أتيت الذين أوتوا الكتاب بكل أية ما تبعوا قبلتك»   (البقرة)    
أما المشركون فكانوا يقولون:  
- أراد محمد أن يجعلنا قبلة له عرف أن ديننا أهدى من دينه.
 وقالوا.. إن كان التوجه فيما مضى باطلا فقد ضاعت صلاتكم طوال هذه الفترة، وإن كان حقا فالتوجه الجديد باطل.
فنزل قوله تعالى: 
«وما كان الله ليضيع إيمانكم إن الله بالناس لرؤف رحيم»
وقالوا إن هذا النسخ والتغيير لا يصدر من الله. 
فنزل قوله تعالى: 
«ما ننسخ من أية أو ننسها نأت بخير منها أو مثلها ألم تعلم أن الله على كل شىيء قدير»  (البقرة)       
الام:    
- ألاحظ أن كل ألاعيب المشركين واليهود قد كشفها الله ليثبت نبيه.
قالت ندى:
-  تمام..وإن كان الاتجاه في أول الأمر إلى بيت المقدس لبيان أهميته للمسلمين، فالاتجاه الأخير إلى البيت الحرام له أكثر من معنى منها؛
- الاتجاه والاهتمام بهذا البيت وتطهيره من الأصنام.
- دعوة الشعوب جميعا إلى قصده بالحج والعمرة.

قال أحمد:   
- يقال للكعبة بيت الله الحرام من باب التعظيم والتشريف.
- والمسجد الأقصى لبعد ما بينه وبين البيت الحرام .

قالت الام: 
- المسجد الحرام أول مسجد بني على الأرض، والمسجد الأقصى هو الثاني وبينهما أربعين سنة.
- ويسمى أولى القبلتين وثالث الحرمين.
- ولا يشد الرحال إلا للبيت الحرام والمسجد النبوى والمسجد الأقصى.

قالت ندى: 
- اللهم خلص المسجد الأقصى من أيدي اليهود حتى نشد الرحال إليه.
- لماذا أنت سامت يا أبي.
- أعطيك فرصتك.
- شاركنا فدائما عنكد إضلفات.

قال الأب:
- لما أمر الله سبحانه وتعالى بتحويل القبلة من بيت المقدس إلى المسجد الحرام، وأفاد ذلك أن الضعفاء والمنافقين من اليهود الذين قد دخلوا في صفوف المسلمين لإثارة البلبلة انكشفوا عن المسلمين.. ورجعوا إلي ما كانوا عليه. 
- وهكذا تطهرت صفوف المسلمين من أهل الغدر والخيانة بحمد لله.
- وفى تحويل القبلة إشارة لطيفة إلى بداية دور جديد لا ينتهى إلا بعد احتلال المسلمين هذه القبلة،
- أو ليس من العجب أن تكون قبلة قوم بيد أعدائهم، فلابد من تخليصها يوما ما بإذن الله.

قال أحمد:
- الحمد لله أوراق اليوم قليلة وشيقة في ذات الوقت.. والأن أين أنت يا كمبيوتر.

****

رمضان فتح مكة



رمضان
فتح مكة
:
وقت تناول العشاء هو الوقت الذى تجتمع فيه أسرة ندى لتبادل الأحاديث والسؤال عما حدث خلال اليوم، لاحظ الأب أن ندى شاردة قليلة الكلام، قليلة المشاركة فى الحديث فسألها:
- فيما تفكرين يا ندى.؟

انتبهت ندى وقالت 
- أفكر فى عمل بحث يكون ذا قيمة وينتفع به كثير من الناس.
قال الأب:
- الفكرة في حد ذاتها جيدة، ولكن هل فكرت فيما يكون البحث.
قالت ندى:
- فكرت فى عدة موضوعات واستقر الرأى على أصعبها.
 
داعبها أخوها أحمد وقال: 
- ما رأيك لو أجريت احصاء عن عدد مجلات الأطفال، أو عدد الشخصيات الكرتونية بها.
قال الأم:   
- لو تركناها تعبر عن فكرتها وناقشناها فيها لكان أجدى.. هه ماذا يا ندى
قالت ندى: 
 - فكرت فى أن الآذان يؤذن خمس مرات فى اليوم، وهذا معناه تقسيم اليوم إلى خمسة أقسام، في كل قسم منها يتجدد نشاط الانسان بعد أن يقوم بأداء فرض الله.

صاح الاب: 
- الله هذا معنى عظيم فالله سبحانه يرتب للانسان وقته، ويجدد نشاطه ويقوى روحه.
- تمام يا أبي وهذا المعنى وصل إلىّ منذ أن انتظمت في الصلاة، وشعرت كيف كان المسلمون يقومون بأعمال جليلة وفتوحات وانتصارات وصلاة في أوقاتها دون أن يشكوا أحد من ضيق الوقت كما نفعل نحن.

قال الأب:
- هذا بفضل تنظيم الوقت الرباني وهو الصلاة.
- لذلك فكرت أن أعمل عملا مفيدا لي ولإخواني، في الأوقات التي يتجدد فيها نشاطي.

قالت الأم:
- والله أنا مبهورة من فكرتك يا ندى ومن حبك لإفادة غيرك.. فلابد أن يكون هذا العمل دينيا حتى يستقيم مع حالتك الإيمانية التي أنت عليها.
- بالضبط يا أمي، هذا ما أفكر فيه.
قال أحمد:
- لابد أنه سيكون عملا جليلا فهل تسمحين لى بمشاركتك فى هذا العمل..
- بكل تأكيد يا أحمد ولكني لم أستقر على الفكرة النهائية بعد.

قال أحمد:
- لقد استعرضت كثيرا من الموضوعات على الانترنت، ووجدت كثرة الأحداث الدينية والتاريخية المكتوبة باللغة العربية. 
قالت ندى
- تمام ولكن كيف نجمع هذه الأحداث ونجعلها مفيدة ومقروءة اليوم
قال أحمد
- نجمع سير الصحابة. 
قال الأب
- ما رأيكما فى جمع الصفات والخلال التى كان يتميز بها الصحابة.
قالت ندى
- ولكننى فكرت فى جمع صفات الشهور الهجرية، أو فضائل الشهور الهجرية، مع الإشارة لأهم الأحداث التى حدثت خلال كل شهر منها
صاح أحمد:
- إنها فكرة جيدة وسوف أساعدك فيها بكل جهدى.
قال الأب 
- وسوف أدعو الله أن يوفقكما، والأهم أن تدخل هذه البيانات على شبكة الانترنت حتى يستفيد بها أكبر عدد ممكن من الناس.
صاح أحمد:
- وأنا لها.
قالت ندى   
- بأى الشهور نبدأ
قالت الأم   
- بالمحرم لأنه أول الشهور الهجرية.

قال أحمد   
- نبدأ بشهر صفر لأنه بداية هجرة النبى من مكة إلى المدينة
قال الأب:
- نبدأ بشهر رجب لأن به الاسراء والمعراج.
قالت ندى:
- مع احترامي لكم جميعا سوف أبدأ بالشهر الكريم.
صاح الجميع:
« شهر رمضان الذى أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان»
قالت ندى:
- ولقد جمعت بالفعل معلومات عن شهر رمضان هيا نسمعها معا
قال الاب:
- صدقت والله يا ندى فالقرآن أهم حدث وأكبر نعمة منّ الله بها على عباده
قالت الأم:
- فى ليلة مباركة نزل جبرييل عليه السلام ليقول للنبى وللأمة كلها اقرأ، وبدأت الدعوة المحمدية.
قالت ندى:
- والليلة التى نزل فيها القرآن تسمى  ليلة القدر. 
- والقدر هو الشرف والمكانة الرفيعة.
- وقد شرفت هذه الليلة بنزول القرآن الكريم فهى ليلة ذات قدر.
 قال الاب:
- وهذه الليلة العبادة فيها مضاعفة، والطاعة فيها خير من ألف شهر طاعة
 أى أن عبادة هذه الليلة تساوى عبادة ثمانين سنة.. فهى فرصة لغفران الذنوب..  قال  (صلى الله عليه وسلم)  
«من قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا غفر الله ما تقدم من ذنبه وما تأخر»
قالت ندى:
- قالت أم المؤمنين عائشة رضى الله عنها :
- "يا رسول الله أرأيت إن كانت ليلة القدر ماذا أقول.؟  قال قولى: 
« اللهم إنك عفو غفور تحب العفو فاعفو عنى»

 قالت الام:
- قال(صلى الله عليه وسلم) «تحروا ليلة القدر فى الوتر من العشر الأواخر»
- وجمهور العلماء يقولون إنها ليلة السابع والعشرين.
- ولكن الحقيقة إنها تتغير من سنة لأخرى حتى يحيي المسلمون الليالي العشر كاملة.
قال أحمد:
- وهى ليلة الصفاء والسلام مع النفس ومع جميع المخلوقات.
- فيها تنزل الملائكة ومعهم جبرييل فينشرون السلام حتى مطلع الفجر
- ولأنه شهر العبادات يكون فيه العبد أقرب ما يكون إلى ربه.
- لذلك يكون نصر الله للمؤمنين فى هذا الشهر الكريم.

- جرت ندى إلى غرفتها، صاح الأب إلى أين يا ندى.؟
إلى المكتبة سوف أحضر كتابا مهما.
 قال أحمد:
- وأنا سوف أحضر لكما العصير حتى تأتى ندى
****
أخرجت ندى كتابا قديما ضربت عليه عدة ضربات لتنفض التراب منه، وعادت إلى مجلس الأسرة، وفى ذات الوقت أحضر أحمد العصير وقدمه لأمه.
قال الأب:
- ماذا فى هذا الكتاب ياندى
-  فيه تسلسل انتصارات المسلمين على أعداء الدين فى هذا الشهر المبارك.
- ففى السابع عشر من رمضان للسنة الثانية من الهجرة وقعت غزوة بدر الكبرى.
قالت الأم:
- هذه أول معركة مسلحة بين الحق والباطل. 
- وفيها أنزل الله ملائكته الأطهار تدافع فى صفوف المسلمين. 
وقال تعالى: 
«ولقد نصركم الله ببدر وأنتم أذلة فاتقوا الله لعلكم تشكرون»
 
قالت ندى
- وفى العاشر من رمضان من السنة الثامنة للهجرة النبوية الشريفة حدث عظيم أيضا
صاح أحمد:
- ما هو إنى متشوق.
- خرج  (صلى الله عليه وسلم)  في عشرة آلاف مقاتل لفتح مكة، وفتحت في اليوم العشرين، ورفعت راية الاسلام عالية، ودخل الناس في دين الله أفواجا.
قالت الأم 
- وكان يشير (صلى الله عليه وسلم)  إلى الأصنام بقضيب في يده ويقول 
«جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقا»
- فتسقط الأصنام في الحال مهشمة متناثرة.

قال الأب:
- وبذلك زالت الاصنام من حول الكعبة وعددها ثلاثمائة وستون صنما 
- وبعد أن طاف (صلى الله عليه وسلم) بالبيت وصلى ركعتين عند مقام إبراهيم، وركعتين داخل الكعبة وقف عند بابها وقال:
«لا إله إلا الله وحده صدق وعده ونصر عبده وهزم الأحزاب وحده»  
قال الام :
- وصعد بلال فوق ظهر الكعبة يؤذن للصلاة.
قالت ندى
- وخرج  (صلى الله عليه وسلم) إلى باب المسجد والمشركون وقوف أمامه فقال قولته المشهورة:
« اذهبوا فأنتم الطلقاء»
قالت الاب:
- وفى رمضان انتصر المسلمون فى حرب القادسية بقيادة سعد بن أبو وقاص
قال أحمد:
- وفى رمضان انتصر المسلمون فى معركة عين جالوت على التتار بقيادة قطز
قالت ندى:
- وتمر الأيام ويأتى العاشر من رمضان سنة 1973م وكانت معركة العبور
- انتصرت القوات العربية على الصهيونية فى ست ساعات.  
- وانهار خط بارليف تحت أقدام الجيش المصرى الذى رفع شعار الله أكبر
- ضربة أشبه بالمعجزة مؤيدة بملائكة من الله   قال تعالى:
«يا أيها الذين آمنوا إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم»
قال الاب:
- هذا الشهر الكريم تزيد فيه البركات، وتنزل الرحمات، نهاره صيام وليله قيام، فيه تغلق أبواب النار وتفتح أبواب الجنة. 
- فعلى المسلم العاقل أن يغتنم هذه الأيام ويكثر من العبادة والطاعة فهل كثير على الله صيام شهر رمضان وقيام العشر الأواخر في العام. 
قال أحمد:
وبعد أن جمعنا فضائل الشهر الكريم ما معنى كلمة رمضان.
فتحت ندى القاموس وقرأت:
فى المعجم الوسيط رمضان هو الشهر التاسع من شهور السنة الهجرية بعد شعبان وقبل شوال، وسمى كذلك من الرمضاء أى شدة الحر والجمع رمضانات
قال الأب:
رمضان من الرمض وهو شدة الحر قال ابن دريد: لما نقلوا أَسماء الشهور عن اللغة القديمة سموها بالأَزمنة التي هي فيها فوافَقَ رمضانُ أَيامَ رَمَضِ الحرّ وشدّته فسمّي به.
وشهر رمضانَ مأْخوذ من رَمِضَ الصائم يَرْمَضُ إذا حَرّ جوْفُه من شدّة العطش.

قالت الام:
« رغم أنفه من أدرك رمضان ولم يغفر له»
قال الأب
- والآن ماذا أنت فاعل يا أحمد،
نهض وقال:
- إلى الكمبيوتر لأسجل ما توفر لنا من معلومات، وأنشرها لتعم الفائدة.
****