ذو القعدة
صلاة الخوف وصلح الحديبية
:
جرت ندى إلى والدها منزعجة وهى
تمسك بالكراس الذي تسجل فيه أهم أحداث الشهور وقالت:
- لم أجد حدثا مهما حدث في شهر
ذى القعدة.
قال الأب:
- كيف ياندى وهو شهر من أشهر الحج المتصلة، شوال، ذو القعدة، ذو
الحجة.
- وهل تعلم شيئا مهما حدث فى ذى القعدة.؟
فكر الأب وقال:
- أعتقد أن واقعة الحديبية
كانت فى ذى القعدة سنة 6 هـ
قالت الأم:
- وقد حدث أكثر من حدث فى هذا الوقت.
- صلح الحديبية، نزول صلاة الخوف، بيعة الرضوان.
- وما هى قصة هذا الصلح.؟
قال الأم:
- لما تقدم التطور في الجزيرة العربية لصالح المسلمين.. رأى(صلى
الله عليه وسلم) فى المنام أنه دخل هو وأصحابه المسجد الحرام، وأخذ مفتاح الكعبة،
وطاف هو والصحابة واعتمروا، وحلق بعضهم وقصر بعضهم فأخبر أصحابه ففرحوا جدا
وتجهزوا للسفر.
قالت الأب:
- وخرج النبي وأصحابه يوم الاثنين غرة ذي القعدة سنة 6هـ ومعه
زوجته أم سلمة.
قال أحمد:
- وهل كان مع النبى (صلى الله عليه وسلم) عد كبير
من الجيش.؟
- كان معه ألف وخمسمائة فقط وليس
معهم إلا سلاح المسافر، السيوف في القرب.
- طبعا هم
لا يعتزمون القتال، فلماذا لم توافق قريش على دخولهم مكة.؟
قال الأب:
- لما
سمعت قريش بمقدمهم عقدت مجلسا استشاريا على الفور.. قررت فيه صد المسلمين عن البيت.
قالت ندى:
- لقد تذكرت يا أبي كان خالد بن
الوليد لا يزال على الكفر، وجاء بفرسانه لمحاربة المسلمين.
- نعم، ورآهم وهم يصلون صلاة الظهر يركعون ويسجدون فاعتقد أنها
فرصته، وقرر أن يهاجمهم في صلاة العصر.
صلاة
الخوف
قالت الأم:
- ما بين الظهر والعصر تغير الحال، وحدث ما أحبط خطة خالد بن
الوليد؛ قد أنزل الله حكم صلاة الخوف وهي أن يصلى فريق وينتظر فريق يراقب المكان..
ففاتت الفرصة على خالد.
قال تعالى:
«ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين»
قال الأب:
- ليست هذه هى المكيدة الوحيدة التى حدثت.. فقد حاول سبعون من شباب
قريش التسلل إلى معسكر المسلمين ليلا، ولكن محمد بن سلمة قائد الحرس تمكن من اعتقالهم
جميعا.
قالت ندى:
- ولكن النبى (صلى الله عليه وسلم) أطلق سراحهم جميعا فنزل قوله
تعالى:
«وهو الذى كف أيديهم عنكم،
وأيديكم عنهم ببطن مكة من بعد أن أظفركم عليهم»
قال أحمد:
- أنا أعرف أن لاختيار مهبط الحديبية قصة فلما وصل النبى (صلى الله
عليه وسلم) إلى مهبط الحديبية بركت راحلته فقال:
"حبسها حابس الفيل" فنزل بالمكان.
- وماذا أسفرت عنه المداولات بين
قريش والنبي (صلى الله عليه وسلم).؟
قالت الأم :
- ظلت المداولات بين قريش ومحمد(صلى الله عليه وسلم) في محاولة
للصلح.
قالت ندى:
- أعرف أن
النبى (صلى الله عليه وسلم) أرسل عثمان بن عفان إلى قريش يبلغهم برغبة المسلمين في
الطواف بالبيت.
- نعم ولما فرغ من إبلاغهم عرضوا عليه أن يطوف رسول الله وحده بالبيت فرفض هذا
العرض.
بيعة
الرضوان
وتأخر عثمان عند قريش فشاع بين المسلمين أنه قتل
فقال (صلي الله عليه وسلم): لا نبرح حتى نحاربهم ودعا أصحابه إلى البيعة
على ذلك تقدم أصحابه يبايعونه على أن لا يفروا، وبايعه جماعة على الموت أخذ رسول
الله بيد نفسه وقال: هذه عن يد عثمان لم يتخلف عن هذه البيعة إلا رجل من المنافقين
وهذه هى بيعة الرضوان التى أنزل الله تعالى فيها.
«لقد رضي الله عن المؤمنين إذ يبايعونك تحت الشجرة»
صلح
الحديبية
- عرفت قريش حراجة الموقف فأرسلت
سهيل بن عمر لعقد الصلح.
- وكانت لهم شروط مجحفة قبلها النبي(صلى الله عليه وسلم) وهي:
1- يرجع رسول الله هذا العام فلا
يدخل مكة، وفي العام القادم يقيمون فيها ثلاثة أيام.
2- وقف الحرب بين الطرفين عشر سنين، يأمن فيها الناس.
3- من أتى محمدا من قريش من غير إذن وليه يرده إليهم، ومن جاء
قريشا لا يردوه.
رفض سهيل كتابة الرحمن
الرحيم وقال اكتب باسمك اللهم، كما رفض عبارة محمد رسول الله، وقال:
- لو علمنا أنك رسول الله ما قاتلناك.
قالت الأم:
- بينما الصلح يدون جاء أبو جندل بن سهيل فارا من المشركين فلم
يقبله النبي(صلى الله عليه وسلم) وقال له:
« اصبر واحتسب فإن الله جاعل لك ولمن معك فرجا ومخرجا»
قالت ندى:
- رغم أن هذا الصلح أغضب المسلمين، إلا أن رسول الله (صلى الله
عليه وسلم) لما فرغ منه قال لأصحابه:
« قوموا فانحروا» وكررها
ثلاث مرات ولم يقم منهم أحد.
قالت ندى:
- دخل(صلى الله عليه وسلم) على أم سلمة وأخبرها بعدم استجابة
أصحابه لكلامه فقالت:
- يارسول الله اخرج ولا تكلم
أحدا حتى تنحر بدنك وتدعو حالقك، ففعل
(صلى الله عليه وسلم) بمشورتها. فلما رأى الناس ذلك قاموا
فنحروا وجعل بعضهم يحلق بعضا.
- كانت شروط هذا الصلح فتحا عظيما للمسلمين كسبوا بها نجاحا كبيرا
في الدعوة.
قال أحمد:
- وكيف تم
للمسلمين كل هذا النجاح رغم شروط الصلح الجائرة.؟
قال الأب:
- أولا لما أسلم رجل من قريش ورده النبي(صلى الله عليه وسلم) لم
يرجع إلى قريش وبقي في الطريق عند ساحل البحر، وانضم إليه كل من فر من قريش حتى
تكونت عصابة تهاجم قوافل قريش قتلا وسلبا.
- فصرخت قريش وأرسلت إلى
النبي(صلى الله عليه وسلم) ترجوه أن يأخذهم.
قالت الأم:
- كما أن هذا الصلح هو اعتراف من قريش بقوة المسلمين وتخلي عن
صدارتها الدنيوية وزعامتها الدينية، ومعناه أيضا أن قريشا لا يهمها إلا نفسها حتى
ولو دخلت باقي الجزيرة العربية في الاسلام فلا شأن لها.
كما أن هذه الهدنة ساعدت
المسلمين في أمرين مهمين:
الأول: مكاتبة الملوك والامراء.
الثانى: بناء القوة العسكرية
للمسلمين.
قالت ندى:
نعم فقد كان عددهم وقتها
ثلاثة آلاف صار بعد سنتين عند فتح مكة عشرة آلاف، وفيه نزل قول الله تعالى:
«إنا فتحنا لك فتحا مبينا»
- وعلى رأى المثل الصلح خير.
قال
الأب:
- جهد هذا الشهر على أنا وماما.
قالت
ندى:
- أشكركما وقد دونت كل كلمة في كراستي.
قال الأب :
- والآن جاء دورك يا أحمد.. اعطها له.
قال
أحمد:
- حالا سوف أسرع إلى الإنتر
نت.
****
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
نسعد بتعليقاتكم.. نادية كيلاني