شعبان
تحويل القبلة
جرت ندى إلى والدتها تقول لها:
- أنظرى يا أمى ماذا سجلت عن شهر شعبان.!
قالت الأم
- شهر شعبان من الشهور التي
كان يكثر فيها النبي (صلى الله عليه وسلم)
من الصيام.
- أجل يا أمى وكان (صلى الله
عليه وسلم) يقول:
"شعبان ترفع فيه
الأعمال وأحب أن يرفع عملى وأنا صائم"
- وقال (صلى الله عليه وسلم)
شهر شعبان يغفل عنه الناس بين رجب ورمضان.
قالت الأم
- خصوصا ليلة النصف من شعبان فهي ليلة مباركة قال (صلى الله عليه وسلم)
يطلع الله إلى خلقه ليلة النصف من شعبان فيغفر لعباده إلا اثنين مشاحن، وقاتل نفس.
- نعم يا أمي ولكن هل تعرفين أهم حدث وقع فى شعبان.؟!
- قولى أنت.
- أهم حدث هو وقوف الإمام
خلف المصلين.
ضحكت الأم وقالت:
- أجمل ما فيك اتباعك لاسلوب
التشويق.. طبعا تقصدين تحويل القبلة.
- تمام يا أمي.. إنه حدث جلل في تاريخ الاسلام.
- كان النبى (صلى الله عليه وسلم) يصلى بالناس جهة بيت المقدس..
وهنا دخل الأب وقد استمع إلى الحوار فقال:
- وكانت نفسه (صلى الله عليه
وسلم) تهفو إلى استقبال الكعبة.. ولكنه لم يذكر ذلك بلسانه تأدبا مع الله سبحانه
وتعالى:
- وبينما كان النبي(صلى الله
عليه وسلم) فى صلاة الظهر فى مسجد
مسلمة وقد صلى ركعتين متجها إلى بيت
المقدس، ووقف للثالثة نزلت الأيات تقول:
«قد نرى تقلب وجهك فى السماء
فلنولينك قبلة ترضاها، فول وجهك شطر المسجد الحرام وحيث ما كنتم فولوا وجوهكم
شطره» (البقرة:)
قالت ندى:
- ما شاء الله .. كلكم مذاكرين أكثر مني.
قال الأب :
- لا نبخس حقك يا ندى.. تفضلي أكملي:
- وما كان من النبى إلا أن أطاع في الحال فاستدار في الصلاة فصار
وجهه إلى وجوه المصلين، ففطنوا لما حدث واستداروا بدورهم، فصار الإمام فى آخر
الصفوف.
- وصلى المسلمون الركعتين
الأخيرتين فى اتجاه الكعبة.
- وسمى هذا المسجد
"مسجد القبلتين"
قالت الام :
- ولكن ما الحكمة من جعل
التوجه أول الأمر إلى بيت المقدس.
- لقد عبر القرآن الكريم عن
هذا الموقف بقوله:
«وما جعلنا
القبلة التى كنت عليها إلا لنعلم من يتبع الرسول ممن ينقلب على عقبيه، وإن كانت
لكبيرة إلا على الذين هدى الله» (البقرة
)
- وثمة أسباب أخرى وهي أن
العرب في جاهليتهم يعظمون البيت الحرام ويعدونه مصدر فخرهم، فأراد الله تخليص
القلوب من التعلق بغير الله.
قال أحمد:
- وشىء أخر لا يقل أهمية وهو تعظيم بيت المقدس وبيان أهميته بالنسبة
للمسلمين فلا ينبغى لهم التخلى عنه فهو أولى قبلتهم.
قالت الام:
- ولكن هل قبل الناس هذا الأمر بسهولة.؟
- بالطبع لا.. فعندما كان النبي يصلى إلى بيت المقدس كان اليهود
والنصارى يقولون: خلفنا محمدا وتبع
قبلتنا
- ولما تحول عن قبلتهم أخذوا
يقولون ما صرفكم عن قبلة موسى ويعقوب؟
فنزل قوله تعالى:
«سيقول
السفهاء من الناس ما ولاهم عن قبلتهم التى كانوا عليها قل لله المشرق والمغرب يهدى
من يشاء إلى صرلط مستقيم» (البقرة)
- وكانوا يقولون يا محمد
ارجع إلى قبلتك التى كنت عليها فنتبعك ونصدقك.
فنزل قوله تعالى:
«ولئن أتيت الذين أوتوا
الكتاب بكل أية ما تبعوا قبلتك» (البقرة)
أما المشركون فكانوا يقولون:
- أراد محمد أن يجعلنا قبلة
له عرف أن ديننا أهدى من دينه.
وقالوا.. إن كان التوجه فيما مضى باطلا فقد ضاعت
صلاتكم طوال هذه الفترة، وإن كان حقا فالتوجه الجديد باطل.
فنزل قوله تعالى:
«وما كان الله ليضيع إيمانكم
إن الله بالناس لرؤف رحيم»
وقالوا إن هذا النسخ والتغيير لا يصدر من الله.
فنزل قوله تعالى:
«ما ننسخ
من أية أو ننسها نأت بخير منها أو مثلها ألم تعلم أن الله على كل شىيء قدير» (البقرة)
الام:
- ألاحظ أن كل ألاعيب
المشركين واليهود قد كشفها الله ليثبت نبيه.
قالت ندى:
- تمام..وإن كان الاتجاه في أول الأمر إلى بيت
المقدس لبيان أهميته للمسلمين، فالاتجاه الأخير إلى البيت الحرام له أكثر من معنى
منها؛
- الاتجاه والاهتمام بهذا البيت وتطهيره من الأصنام.
- دعوة الشعوب جميعا إلى
قصده بالحج والعمرة.
قال أحمد:
- يقال
للكعبة بيت الله الحرام من باب التعظيم والتشريف.
- والمسجد الأقصى لبعد ما بينه وبين البيت الحرام .
قالت الام:
- المسجد الحرام أول مسجد
بني على الأرض، والمسجد الأقصى هو الثاني وبينهما أربعين سنة.
- ويسمى أولى القبلتين وثالث
الحرمين.
- ولا يشد الرحال إلا للبيت
الحرام والمسجد النبوى والمسجد الأقصى.
قالت ندى:
- اللهم خلص المسجد الأقصى
من أيدي اليهود حتى نشد الرحال إليه.
- لماذا أنت سامت يا أبي.
- أعطيك فرصتك.
- شاركنا فدائما عنكد إضلفات.
قال الأب:
- لما أمر
الله سبحانه وتعالى بتحويل القبلة من بيت المقدس إلى المسجد الحرام، وأفاد ذلك أن
الضعفاء والمنافقين من اليهود الذين قد دخلوا في صفوف المسلمين لإثارة البلبلة
انكشفوا عن المسلمين.. ورجعوا إلي ما كانوا عليه.
- وهكذا تطهرت صفوف المسلمين من أهل الغدر والخيانة بحمد لله.
- وفى تحويل القبلة إشارة
لطيفة إلى بداية دور جديد لا ينتهى إلا بعد احتلال المسلمين هذه القبلة،
- أو ليس من العجب أن تكون قبلة قوم بيد أعدائهم، فلابد من تخليصها
يوما ما بإذن الله.
قال
أحمد:
- الحمد
لله أوراق اليوم قليلة وشيقة في ذات الوقت.. والأن أين أنت يا كمبيوتر.
****
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
نسعد بتعليقاتكم.. نادية كيلاني