محرم
غزوة خيبر وزواجه بصفية
الشهر الأول من
السنة القمرية أو التقويم الهجري. كان اسمه في الجاهلية
مُؤْتَمِر أو المُؤْتَمِر. في حين كان يطلق اسم المُحَرَّم في الجاهلية على شهر رَجَب.
والمحرّم سمي بذلك
لكونه شهرا محرّما، فهو أحد الأشهرالأربعة التي
يحرم فيها القتال.
قطعت ندى أخر ورقة من النتيجة
تحمل رقم30 من ذى الحجة، ونظرت
فى الورقة التالية وقالت:
- نحن الآن نحتفل بعيد رأس السنة
الهجرية.
قال الأب:
- كل
سنة وأنت بخير، وهو أيضا من الأشهر الحرم.
قالت ندى:
- والذى يحيرنى كيف وقعت فيه غزوة خيبر.؟
قال الأب:
- أتعرفين وقعت فى أى سنة يا ندى.؟!
- تسأل لتعرف هل جمعت فضائل هذا الشهر أم لا.!!
- تمام.. ماذا فعل الله
بك.؟
- إننى جاهزة.. لقد وقعت
غزوة خيبر فى السنة السابعة للهجرة
- وأين تقع خيبر ياندى.؟
- خيبر مدينة كبيرة تبعد
ثمانين ميلا شمال المدينة.. سكنها اليهود هربا من بطش الرومان.
قال الأب:
- وكانت خيبر هي وكرة
الدس والتآمر، وإثارة الحروب.
- فعلا يا أبى فهم الذين حزبوا
الأحزاب وحرضوا بنى قريظة على الغدر بالمسلمين.. كما اتصلوا بالمنافقين، وبغطفان
وأعراب البادية.. ثم وضعوا خطة لاغتيال النبى
(صلى الله عليه وسلم)
قالت الأم:
- وهذا ما أضطر المسلمون
إلى الإلتفات إليهم، والفتك برأس هؤلاء المتآمرين .
صاحت ندى:
- قال المفسرون إنها وعدا
وعدها الله تعالى لنبيه بقوله:
«وعدكم الله مغانم كثيرة
تأخذونها»
قال أحمد:
- أعرف أن المنافقين وضعاف
الإيمان تخلفوا عن النبى (صلى الله عليه وسلم)
فى غزوة الحديبية
قال الأب:
- نعم، لذلك أعلن (صلى الله
عليه وسلم) ألا يخرج معه إلى خيبر إلا راغب فى الجهاد.
فلم يخرج إلا أصحاب الشجرة، وهم
ألف وأربعمائة
قالت الأم:
- ولكن رأس المنافقين لعب
دورا فى هذه الغزوة أيضا، فقد أرسل يحذر يهود خيبر.. ويقول لهم:
"إن محمدا قصد قصدكم
فخذوا حذركم، ولا تخافوا منه، فإن عددكم وعدتكم كثيرة، وقوم محمد شرذمة قليلون،
عزل لا سلاح معهم إلا القليل"
- وهذا ما جعل يهود خيبر
يطمئنون، وأرسلوا إلى غطفان يستمدنونهم ويعدوهم بنصف ثمار خيبر.
قالت ندى:
- تهيأت غطفان وتوجهوا
إلى خيبر لإمداد اليهود.
قال أحمد
- وما الذى أرجعهم من
الطريق.؟!
- سمعوا من خلفهم حسا،
ولغطا فظنوا أن المسلمين أغاروا على أهاليهم وأموالهم فرجعوا.
قال أحمد:
- هذا من عون الله
للمسلمين
- ونعم بالله، وهناك
ترتيب أخر ساعد فى نجاح المسلمين، فقد طلب
(صلى الله عليه وسلم) من الدليل أن يدخل خيبر من جهة الشام فيحول بين
اليهود وبين طريق فرارهم إلى الشام أو إلى غطفان.
قالت ندى:
- كان (صلى الله عليه
وسلم) ينتقى أسماء الطرق الذى يمر فيها، فاختار طريقا يسمى مرحب، ورفض الأسماء شاش، حزن، حسيل، حاطب، وكان
مع النبى (صلى الله عليه وسلم) إلى خيبر شاعر اسمه عامر وكان ينشد أثناء الطريق:
اللهم
لولا أنت ما اهتدينا ولا تصدقنا ولا
صلينا
فاغـفر
فـداء لك ما اتقينا وثبــت الاقدام إن
لاقينا
وألقــين سكينـة
علينـــا إنا إذا صيح بنا أبينــا
وبالصياح
عولوا علينا
قال الأب:
- وتتمثل الشورى جلية فى هذه
الغزوة.
- فقد وافق النبى (صلى الله عليه وسلم) على رأى
حباب ابن المنذر وغير المكان الذى اختاره منزلا لمعسكره.
قالت ندى:
- نعم، ولما دنا من خيبر
قال (صلى الله عليه وسلم) قفوا فوقف
الجيش فقال:
«اللهم رب السماوات السبع
وما أظللن، ورب الأرضين السبع وما أقللن، ورب الشياطين وما أضللن، فإنا لنسألك خير
هذه القرية، وخير أهلها، وخير ما فيها، ونعوذ بك من شر هذه القرية وشر أهلها، وشر
ما فيها، أقدموا باسم الله»
وأعطى (صلى الله عليه وسلم) الراية
لرجل يحب الله ورسوله، ويحبه الله ورسوله.
قال أحمد:
- أنا أعرف من هو، إنه على بن أبى طالب.
- نعم، وقال له:
"فوالله لأن يهدى بك
الله رجلا واحدا خير لك من أن يكون لك حمر النعم"
كانت خيبر كثيرة الحصون والقلاع
خرج على رضى الله عنه بالمسلمين إلى أهم
حصونهم خط الدفاع الأول لليهود لمكانه
الاستراتيچى.. ودعاهم للإسلام فرفضوا وخرج ملكهم يخطر بسيفه فضرب على عنقه.
ودار القتال المرير أياما حتى
انهارت مقاومة اليهود فأخلوا الحصن، ثم وقعت حصونهم واحدا وراء الأخر، وقلعة وراء
قلعة وراء الأخرى.
يأس اليهود من النصر فأرسلوا فى
طلب حقن الدماء، أجابهم النبى (صلى الله عليه وسلم) على أن يخرجوا من خيبر ويتركوا
أموالهم.
زواجه بصفية
قال أحمد:
- هأعرف أن النبي(صلى
الله عليه وسلم) إلتقى في هذه الغزوة بالسيدة بصفية.
قالت ندى
- نعم فكانت من سبايا
خيبر حين قتل زوجها كنانة بن أبى الحقيق لغدره
وهى صفية بنت حيى سيدة بنى قريظة
وبنى النضير،عرض عليها النبى (صلى الله
عليه وسلم) الاسلام فأسلمت، فأعتقها وتزوجها، وجعل عتقها صداقها.
قال الأب
- وهل تعرفين ياندى سر اللون
الأخضر الذى كان على خدها؟
- نعم رأى (صلى الله عليه وسلم) فى خدها خضار فسألها ما هذا فقالت:
- رأيت كأن القمر زال من
مكانه وسقط فى حجرى، فقصصتها على زوجى فلطم وجهى وقال: تمنين هذا الملك الذى
بالمدينة.
قالت الأم:
- وفى هذه الغزوة أيضا
وقع حادث الشاة المسمومة فما قصتها.؟
قالت ندى:
- نعم إنها قصة عجيبة ملخصها أن امرأة بخيبر أهدت رسول الله شاة
وأكثرت السم فى الذراع، فقد علمت أن النبى (صلى الله عليه وسلم) يحب فى الشاة
الذراع
تناول النبى الذراع ولاك مضغة فلم يسغها ولفظها
وقال:
«إن هذا العظم ليخبرنى
أنه مسموم» ثم دعا بها فاعترفت فقال (صلى
الله عليه وسلم)
- ما حملك على ذلك.؟ قالت:
"قلت إن كان ملكا
استرحت منه، وإن كان نبيا فسيخبر فتجاوز
عنها
أولا، فلما مات أحد الصحابة وكان
قد أكل من الشاة قتلها قصاصا
قالت الأم:
- ومن أعدل من رسول الله ص
قال الأب:
- وكم عدد من استشهد من
المسلمين فى معركة خيبر.؟
- استشهد من المسلمين ستة
عشر أو ثمانية عشر رجلا، أما قتلى اليهود فثلاثة وتسعون قتيلا.
ضحكت ندى وقالت بخيلاء:
"قتلاهم فى النار
وقتلانا فى الجنة"
قال أحمد:
- والآن جاء دورى
استأذنكم سأدون هذا على الكمبيوتر وأروجه بالإنترنت
- تفضل جزاك الله خيرا
على نيتك فى خدمة المسلمين.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
نسعد بتعليقاتكم.. نادية كيلاني