ربيع الآخر الدولة الفاطمية وبناء القاهرة: بقلم الأديبة والكاتبة الصحفية نادية كيلانى



ربيع الآخر
الدولة الفاطمية وبناء القاهرة

"رَبِيعٌ الثَّانِي": الشَّهْرُ الرَّابِعُ مِنَ السَّنَةِ الهِجْرِيَّةِ.

قالت الأم 
- ماذا بك يا ندى أراك حائرة .؟
- شهر ربيع الآخر غدا ولازلت لا أجد فيه أحداثا.
- ربيع الأخر إمتداد لربيع الأول كلاهما يطلق عليه «ربيع الشهور»
 - هذا صحيح لقد تكلمت فى شهر ربيع الأول عن مولد النبي، وأفكر أن أتكلم عن أخلاقياته وصفاته في هذا الشهر.
قالت الأم:
- هذا هروب من البحث، أم كسل.؟! 
- وماذا ترى يا أمي.؟
- سأوفر عليك هذا حديث الشهر للدكتور أحمد شلبى وفيه يجمع بعض الأحداث عن هذا الشهر.
- أشكرك يا أمي لقد أرحتني كثيرا ماذا يقول:
- يقول الدكتور أحمد شلبي حدث في ربيع الآخر أحداث مهمة منها.
وفاة هشام بن عبد الملك فى ربيع الآخر سنة (71-125هـ) (691 - 743 م)
وهو العاشر بين خلفاء الدولة الأموية.
- وهو ابن الخليفة البطل عبد الملك بن مروان، له ثلاثة أخوه سبقوه في الخلافة وهم الوليد، سليمان، ويذيد الثاني.
- استمرت خلافته عشرين سنة اشتهر فيها بالحلم والعفة، كما نظم الدواوين، وضبط الحسابات بعناية فائقة، فأصبحت مالية الدولة تسير فى انتظام.
- ورغم أن المال كان كثيرا، كانت النفقات قليلة لأنه كان ممسك اليد، فقد كان يجمع المال للأمة وليس ليصرفة فى بذخ، وكان يجفف المستنقعات فأعد أرضا واسعة للزراعة، ولكن لينه وحلمه مع قلة نفقته أدى إلى قيام الثورات، مما ساعد الشيعة على تحقيق انتصارات جديدة.
قالت ندى: 
- وماذا حدث أيضا فى ربيع الآخر.؟
- فى شهر ربيع الآخر أيضا قامت الدولة الفاطمية فى إفريقيا.
صاحت ندى:
- فعلا يا أمى لدى كتاب يتحدث عن الدولة الفاطمية.
- إذن هاته ودوني في مذكراتك.
- ابقى معى يا أمى حتى أقرأ عليك ما في الكتاب.
- لا بأس هاتى ما عندك.
- ينسب الفاطميون إلى اسماعيل بن جعفر الصادق، وهو الإمام السادس بين الأئمة الاثنى عشرية، وأولهم الإمام على بن أبى طالب فالحسن، والحسين، فعلى زين العابدين، فالباقر، فجعفر الصادق.
- نعم يا ندى فالفاطميون هم من نسل الإمام على من زوجته السيدة فاطمة بنت رسول الله  (صلى الله عليه وسلم)  وقد سموا الفاطميين نسبة لها
- بدأت الخلافة الفاطمية فى تونس واتسعت شمال إفريقيا.
- ولكنهم كانوا يتطلعون إلى مصر درة الإسلام. 
- ومنها يمكن السيطرة على المناطق التابعة للخلافة العباسية.
- انتقل المعز لدين الله الفاطمي إلى مصر سنة 969م بعد أن نجح جوهر الصقلى فى الاتفاق مع الوزير المصرى جعفر بن الفرات، وقد ضمن جوهر للمصريين حرية العقيدة والمذهب، كما تعهد بنشر العدل والعمل على الإصلاح، ومن أهم أعمال المعز فى مصر بناء مدينة القاهرة.
 
- وضع جوهر الصقلى أساسها وسماها مدينة «المنصورية»
لما دخل المعز لدين الله البلاد خلع عليها اسم القاهرة المعزية، أى مدينة المعز التى تقهر كل المدن. 
- استمر بناء القاهرة وتسويرها وإقامة الأبواب عليها ثلاث سنوات أهمها بوابة المتولى.
- ومن أهم أعمال الدولة الفاطمية بمصر بناء الأزهر الشريف.
- بدأ جوهر فى بناء الأزهر عام 970م، وافتتح للصلاة لأول مرة في يوم الجمعه 21 يونيه سنة 972م ( 7 رمضان 361هـ ).    
- وبدأت الدراسات فيه بحلقات تعقد فى أوقات غير منتظمة لشرح كتب الفقه.
- أما الدراسة النظامية فبدأت بأمر من الخليفة العزيز فقد أقام الخليفة العزيز أروقة لطلبة العلم خصصت لها بعض الأوقاف التى توالت عليه جيلا بعد جيل.
- عنى الخلفاء الفاطميون بتجديد وتوسيع الجامع الأزهر، وخلفهم سلاطين المماليك فى ذلك الأمر، وما زال الأزهر يقوم بدوره الرائد حتى الآن، وله مكان الصدارة في كافة شئون الإسلام والمسلمين داخل مصر وخارجها وهو ملاذ العلماء من كل بقاع الأرض، وكان موطنا لكافة علماء العالم من الترك، والهند والأفغان.
- وأثناء الغارات الصليبية على سوريا فتح الأزهر صدره، واستقبل علماء سوريا الاستقبال اللائق بهم، وأثناء حروب التتار بدأ علماء العراق وسوريا يتجهون للأزهر فوجدوا فيه الروح المصرية السمحة، وعندما سقطت الأندلس، وعذب المسلمون حضر العلماء إلى الأزهر وزاولوا فيه نشاطهم وسوف يظل الأزهر الشريف سراج العلم الإسلامي، والنور الذي لا ينطفيء في كل مكان بإذن الله.
قالت الأم :
- هذا كتاب قيم
- قالت ندى:
- سأقرأه على أبي عندما يعود.
قال أحمد:
- يعني آخذ الورق أكتبه أم انتظر عودة أبي.!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

نسعد بتعليقاتكم.. نادية كيلاني